Monday, October 13, 2008

ليلــــــة 25

ليلــــــة 25
...
...
قررنا اليوم أنا وأمي وصديقتي إيمان الذهاب لصلاة التهجد
في مسجد قطز بمصر الجديدة , كان الجو معتدلاً وإن مال للحرارة قليلاً
وكان منظر المأذنة المزينة بحبال الضوء الملون في السماء بديعاً
يدعو للتأمل والذكر والاستغفار .

كان صوت الأئمة الثلاثة أو الأربع على الأرجح الذين كانوا يتبادلون
الصلاة فيما بينهم ممتع جداً فكل إمام منهم بصوته الرائع وخشوعه الملحوظ
يدخلنا في حالة إيمانية خاصة جداً يصعب الخروج منها إلا بثورة كلاب عارمة
مثل التي كانت خارج المسجد والتي ظلت أكثر من عشر دقائق , ظننت من خلالها
أنهم قد أمسكو بلصوص وألتهموهم أو أنها خناقة على كلباية " لولو" مقطقطة
أو قضية تحرش , " لا لا " لا أظن الكلاب بهذه الآدمية أقصد الحيوانية ,
لكني أيقنت وقتها أنها ليست ليلة القدر .

ونحن في بداية الركعتين الثانيتين صعدت إلى الدور العلوي لأحضر
كرسياً لأمي كي تريح ظهرها من عناء الوقوف , وعندما نزلت كانوا قد بدؤا الصلاة
مما جعلني أصلي في طرف الصف بجوار فتاه في العشرين تقريباً من عمرها
معاقة ذهنياً لم تتوقف طوال الوقت عن الحركة والنظر يميناً ويساراً
والحديث مع المارة
لم أشعر بالشفقة كثيراً عليها فلها رب رحيم حكيم أراد لها ذلك المصير
ولكني شعرت أن الله قد أرسلها لي لأشكره تعالى على نعمة العقل ويالها من نعمة
نغفل عنها كثيراً فقد كنت غاضبة بعض الشيء اليوم لتأخر أشياء في عملي
كان عليُ إنجازها قبل منتصف رمضان , لم أشعر بدموعي وقتها إلا عندما
لاحظت التفات السيدات إلي في خلسة .
لا أعرف كيف نملك هذه النعمة فقط ونغضب ونعترض ونثور
ولا نشكر خالقنا ليل نهار ...أنستني هذه الفتاه بدورها كل الأدعية

التي كنت أذكر نفسي بها , وفقط استرسلت في الحمد .

وفي آخر ركعتين أخطأ الإمام في الركوع فركع بعضنا وسجد البعض الآخر
وإذا بالسيدة العجوز التي تصلي على الجانب الآخر مني تضرب كفاً على كف
ولا تفهم ما يحدث فكانت على وشك أن تتكلم وتسأل ,
وبعد أن سجد الإمام سجود السهو تعاود السؤال بيديها الاثنتين
وبعد انتهاء الصلاة على خير والحمد لله , فوجئت بوصلة كلام عالية عند السيدات
لفهم ما حدث وكأننا متجمعين على كافيه في وسط البلد الساعة 7 بالليل
لمشاهدة مباراة الأهلي والزمالك
ثم قامت بعض السيدات المتطوعات ( المتخصصات في الخناقات دول )
بالتصفيق الشديد والنظرات التهديدية للفت انتباههم واستنكار الصوت ,
بل أظنهن كن على وشك الضرب .
ولكن رغم كل أسباب تشتت الذهن التي تجمعت إلا أنها كانت ليلة رائعة
ودعاء أكثر روعة .


وكل سنة وأنتم طيبين
..