Wednesday, December 24, 2008

أسباب للسعـــادة

أسباب للسعـــادة
27/11/2008





منذ رحيل والدي العزيز لم أر أمي سعيدة إلى هذا الحد , وكان ذلك بسبب أني بعون الله قد استطعت بعد بحث طويييل على الانترنت ومكالمات عديدة الوصول إلى صديقتها المقربة لها (عائدة عابدين) السورية والتي لم تكن تعرف شيئاً عنها منذ أيام دراستها بالكلية وهم طلاب وعندما حصلت على رقمها الخاص من قريب لزوجها الذي لحسن حظي كان يمكلك شركة خاصة ولها موقع على الانترنت , فقررت أن أفاجيء أمي فاتصلت من هاتف أمي وقلت لها : ماما في واحدة عايزاكي على التليفون .
ولكني بحق أشفقت عليها من وقع المفاجأة فقد كانت شديدة عليها فقد مر ما يقرب من 40 عام , كانت تضحك وتبكي وتلتقط أنفاسها وتتلعثم في الكلام ..

أنا لا أدعي المثالية ولكني حقاً أشعر بالسعادة عندما أدخل البهجة على قلب من أحبهم وأرى الفرح في عيونهم

كان أبي يسعد عندما أهديه زجاجة عطر أو ربطة عنق جديدة أو عندما يكتشف أني أعرف معلومة مهمة كان سيشرحها لي , كان يسعد عندما أدللـه وأغازله وأرى ابتسامة الخجل التي تخصه وحده تعلو وجهه ..
كان يبهره تجهيزي لحقيبة سفره إلى المزرعة وكان يقول لي: (انت أحسن واحدة بتحضر الشنطة في الدنيا) كانت أمي تغار وتقول بنصف ابتسامة :(يللا مش مشكلة أنا سايباهالك عشان عارفة انك بتحبي تحضريها) وكان يحتم علي الأمر ألا أنسى (فتفوتة) ممكن يحتاجها

كان يسعد عندما أصنع له البيتزا التي كان يحبها ويصفها بأنها أشهى من أشهى أنواع البيتزا الإيطالية ... أعلم أنه كان يبالغ كثيراً ولكن هذا لا يمنع أن البيتزا التي أصنعها حلوة برده
كان يحب جداً تورتة جيلي الفراولة مع قطع الموز بالقبلات التي كنت أصنعها باتقان وحرفية وحب شديد ,, توسلوا لي أخوتي كثيراً كي أصنعها ولكني لم أستطع فآخر مرة صنعتها كان آخر يوم آراه فيه ,, نسيت طريقتها أو تناسيتها فلم أعد أعرف ما شكل جيلي الفراولة الملتصق بالكيكة الاسفنجية المشربة بعصير الفراولة وتنام بينهما قطع الموز في سكينة وثبات مغري لإلتهامها

أسباب أخرى للسعادة .. عندما أغوص في أعماقه ,, عندما أنام بداخله وأتوسد صدره كل ليلة دون أن يعرف ,, عندما تأبى ذراعيه ألا أتلحف بهما ,, عندما يأتي يوماً يحمل ذكرى نحبها
حينها .. لا نملك اليوم .. بل تحتل الذكرى كل الوقت
أضع رأسي على وسادتي وأمسك صورته وأهمس له : كل سنة وانت طيب ياحبيبي ..
...

Tuesday, December 16, 2008

بين الفصــول

بين الفصـــول







عندما يقارب فصل الصيف من الانتهــاء ويتبعه الخريف بوحدتـه ,,,
أشعر بالترحـــال ..

عند اقتراب الشتاء وعندما تميل الشمس للاختفــاء وسط النهار ,,,
أندهش لهذا الشعور ويذيدني غموض وفضول لفهم تركيبة الأيـام
يشعرني برحلة البحث الأزلية واللاوصول ..

...



Saturday, December 6, 2008

" تنظيف .. فقافيع .. حـــوادث "

" تنظيف .. فقاقيع .. حـــوادث "



كل سنة وانتم طيبين وعلى ذكر الأعياد في ثالث أيام عيد الفطر المبارك
وبعد تناول الكحك والبتي فور وفرقعة البمب والصواريخ الملونة كمان
وجدت عندنا في الشقة كرسي بلاستيكي قديم ملطخ بألوان الطلاء ,, قررت
أن أنظفه جيداً وأرسله للمسجد علُه يكون صدقة .

تحمست بقوة للفكرة بعد شرب كوب كبيييير من السفن أب الساقع جدأ
جهزت عدة التنظيف وملابس مخصوصة للمواقف التي من هذا النوع
وضعت في إناء قليل من الماء الساخن ومسحوق التنظيف وبعض من
الكلوروكس (كتار حبتين) عشان الحماس والضمير وفتح والعيد وكده
وأغلقت باب الحمام وبدأت أن أزيل آثار الطلاء منه .

وبعد عشر دقائق من التنظيف فوجئت بوجهي شديد الاحمرار
وألم قوي في صدري ولا أستطيع التنفس أو حتى فتح الباب
كي أنادي على أحد من البيت لإنقاذي وجلست على الأرض أكلم نفسي
" إيه ؟؟ إيه الحكاية ؟؟ مش معقول تكون النهاية جوة التواليت
ده حتى الواحد يبقى منظره وحش قوي "

وبعد مجهود فتحت الباب الذي كان أشبه بأبواب القصور الحديدية الضخمة
في تلك اللحظة , خرجت ثم رميت بنفسي على الكرسي ومازال الألم مستمر
ومازال الهواء يرفض مصافحة رئتايُ بعد محاولات كثيرة للتنفس

لا أخفيكم سراً فقد فزعت عائلتي لمنظري المثير للرعب , ذهبنا
إلى المستشفى كانت الحادية عشر ونص ليلاً تقريباً دخلنا قسم الطواريء
حقنوني بأمبول أفيل وفورتاكوتين ثم وضعوني تحت جهاز الأكسجين
نصف ساعة تقريباً
إلى أن بدأت أشعر ببعض التحسن والحمد لله ثم عدنا إلى المنزل .

شعوراً صعباً للغاية عندما يشعر المرء أنه لا يستطيع التنفس
بكيت كثيراً يومها هو نفس بكائي على أحمد حلمي في فيلم آسف للإزعاج
عندما كان يبحث في الكاميرا واكتشف أن حبيبته ليست إلا
في خياله (كانت لقطة عبقرية بجد)
حمدت ربي على غفران الذنوب وابقائي على قيد الحياه .

ومنجلكوش في ضيق نفس
..